يعبر مفهوم النسيان في علم النفس عن عدم القدرة على تذكر أحداث وأشخاص معينين، وبعض الذكريات والمواقف المؤلمة. ولذلك أجرى بعض الباحثين بعض التجارب لمحاولة فهم المعنى الكامن وراء كلمة النسيان المنتشرة بين الأطفال وكبار السن وجميع الناس في جميع الأعمار، ما هو مفهوم النسيان في علم النفس؟ ما هي أسباب وأنواع النسيان في علم النفس، وما هي طرق علاجه؟

ما هو مفهوم النسيان في علم النفس؟

يعبر مفهوم النسيان عن فقدان القدرة على تذكر ما قام الإنسان سابقاً بتخزينه وحفظه في ذاكرته. كما أن العقل البشري يحفظ ويخزن وينظم جميع المواقف والذكريات والأشخاص. ولذلك فإن مفهوم النسيان موجود في كثير من الحالات، وخاصة القديمة منها، حيث تتم عملية تعديل وتغيير واسترجاع المعلومات في الوقت الحاضر.

وقد أجرى بعض الباحثين، مثل أبين جاروس، بعض التجارب على الذاكرة والنسيان من خلال حفظ الدلالات الأولية من خلال عدد معين من القراءات لكل دلالة على فترات زمنية مختلفة. وأيضاً عن طريق قياس درجة النسيان من خلال تحديد عدد القراءات المحددة التي تمكنه من تكرار المعاني مرة أخرى. لذلك قام بإعداد منحنى النسيان. ولأن هذه التجربة لم تكن واضحة تمامًا، فقد كانت هناك دلالات معينة تم تذكرها بسهولة أكبر من غيرها، لأنها كانت تعتبر أكثر إثارة للاهتمام وأكثر قافية. لذلك لجأ إلى استبدال هذه الدلالات بمقاطع لا معنى لها. وقدمها للعين بطريقة ميكانيكية بسيطة حتى تتمكن من قراءة مقطع لفظي أكثر من مرة. لذا فإن التجارب الحديثة على الذاكرة هي تحسينات لهذه الطريقة. كما أن الانخفاض الأولي في الذاكرة أكبر من أي انخفاض يحدث لاحقًا. ولذلك، فإن الوقت المناسب لاسترداد المواد المحفوظة مؤخرًا هو بعد وقت قصير من الحصول عليها، وليس بعد فترة زمنية طويلة.

وفي قانون الاضمحلال الذي يتعلق بمفهوم النسيان، يتراجع النسيان تدريجياً من غير المستقر إلى المستقر. ولذلك تُنسى الأفكار الأولية، لأنها تعتبر مجردة، ثم تأتي بعد ذلك الأفعال، لأنها تعتبر ملموسة.

” اضطراب الهلع”

أسباب النسيان في علم النفس

أسباب النسيان في علم النفس

تختلف أسباب مفهوم النسيان في علم النفس على النحو التالي:

ظاهرة التثبيط

وتعبر ظاهرة الكبت عن تكوين علاقات ترابطية بين علاقتين، ومن ثم يتكون رابطة بين علاقتين مختلفتين عنهما. ولذلك فإن تكوين العلاقة الأخيرة يعمل على تثبيط العلاقة الأولى.

ظاهرة غير واعية

يحدث النسيان في بعض الأحيان لأن الجزء اللاواعي يمحو تجارب الماضي، حتى لو كانت صعبة وكان لها أثر سلبي كبير على صاحبها، فإذا اتبع اللاوعي الفن، فإنه لا يستطيع إحيائه في الوعي، وإذا كانت الروابط بين تأثيرات اللاوعي تمحى، فلا نستطيع إحيائها أيضًا.

مخططات عصبية ضعيفة

لا يستطيع الإنسان تذكر التجارب السابقة المتعلقة بالدوائر الموجودة بين المسارات العصبية، وذلك بسبب ضعف الدوائر العصبية في الدماغ.

مفهوم النسيان في علم النفس وظاهرة الكبت

هذه الظاهرة تعبر عن الرغبة في النسيان، لأن العالم فرويد أخطأ في تشخيص مريضة تعاني من قرحة في المعدة وعلاجها من العصاب، لأنه تجاهل ونسي سبب مرضها الأولي، تحت تأثير الرغبة في النسيان. أحيانًا يكون النسيان هو المحفز بسبب كبت التجارب المؤلمة. وكما تدفعنا الرغبة الملحة في التذكر إلى التذكر، فإن السبب الرئيسي للنسيان يأتي من الرغبة في النسيان، إذ يحدث فقدان الذاكرة بسبب القهر في كثير من الحالات، مثل: الجنود الذين عانوا بشدة في الحرب العالمية الأولى.

ظاهرة المنوم المغناطيسي

في بعض الأحيان يحدث فقدان الذاكرة أو نسيان شيء ما بسبب منوم خاص، مثل: المنوم المغناطيسي، الذي يتحكم ويتحكم في الطاقات المخروطية للموضوع من خلال الاقتراحات المناسبة، ويقدم اقتراحًا أثناء عملية التنويم بنسيان تجربة معينة، ومن ثم يحظر استدعاء هذه التجربة في الذاكرة.

مفهوم النسيان في علم النفس ونقص الانتباه

في بعض الأحيان يمكن أن يحدث النسيان بسبب عدم الاهتمام أو عدم اكتمال التعليم، مثل: فشل بعض السائحين في تذكر العديد من الأشياء والأحداث أثناء السياحة بسبب عدم كفاية الانطباعات.

ظاهرة المخطط القريب والبعيد

في بعض الأحيان يحدث نسيان التجارب الأخيرة. وذلك لأن المخططات العصبية للإنسان ليست ثابتة، ومن ثم تُنسى التجارب، لأن المخططات العصبية ليست ثابتة. ولذلك، لن يتم ربط تأثيرات التجارب الحديثة بالتجارب البعيدة، ولن تتشكل أي أنظمة معرفية. لأن آثار التجارب البعيدة ارتبطت بآثار التجارب الأحدث وشكلت نظاما معرفيا.

” اضطراب القلق المزمن”

أنواع النسيان في علم النفس

أنواع النسيان في علم النفس

من الطبيعي أن ينسى الإنسان بعض الأشياء من وقت لآخر، ومن الممكن أن يزداد النسيان مع التقدم في السن، لكن هل هناك قدر من النسيان، ومتى يكون النسيان مفرطاً؟ متى يكون النسيان طبيعياً ومتى يكون النسيان خطيراً؟ هناك 7 أنواع للنسيان في علم النفس:

النسيان العابر

يعبر هذا النوع عن قلة الذاكرة للأحداث أو المواقف مع مرور الوقت، ومن الممكن أن ينسى الإنسان المعلومات بعد فترة قصيرة. ولذلك، فإن المعلومات المستخدمة بشكل متكرر هي الأقل عرضة للنسيان. يشير النسيان أحيانًا إلى ضعف الذاكرة، لكن يرى بعض الباحثين أنه مؤشر جيد يزيل الذكريات غير المستخدمة ويفتح المجال لذكريات أخرى أكثر فائدة.

شرود النسيان

وهذا النوع من النسيان يحدث عندما لا ينتبه الإنسان لشيء ما، لأنه من الممكن أن ينسى المكان الذي وضع فيه قلمه، لأنه لم يركز على ذلك المكان بالذات، وكان عقله مشغولاً بشيء آخر. لذلك فإن العقل لم يشفر المعلومات. كما يشمل الإلهاء نسيان القيام بشيء ما في وقت محدد، مثل: تحديد موعد، أو نسيان تناول الدواء…إلخ.

النسيان البني

يعبر هذا النوع عن أسئلة تكون إجاباتها مخزنة في عقلك، ولكنك تفقد القدرة على النطق بها، ويعتبر هذا مفهوم عدم القدرة على استعادة الذاكرة لفترات مؤقتة. الحاجز أيضًا عبارة عن ذاكرة مشابهة لما تبحث عنه، ومن ثم يتم استرجاع الذاكرة الزائفة، هذه الذاكرة الداخلية المتنافسة إلى درجة تفقد فيها القدرة على التفكير في الذاكرة التي تريدها. ويعتقد الباحثون أيضًا أن كتل الذاكرة تصبح أكثر شيوعًا مع تقدم العمر. ولذلك، يواجه كبار السن صعوبة في تذكر أسماء الآخرين. وأكدت الأبحاث أيضًا أنه يمكن للأشخاص استعادة نصف الذكريات المحجوبة خلال دقيقة واحدة فقط.

للنسيان مع الإسناد الخاطئ

ويحدث هذا النوع عندما يتذكر الشخص شيئًا دون تفاصيله الكاملة، مثل: الزمان والمكان والشخص المعني. يحدث نوع آخر من الإسناد الخاطئ عندما يعتقد الشخص أن الفكرة التي لديه كانت أصلية، ولكنها في الواقع تأتي من شيء سمعته أو قرأته ولكنك نسيته. يفسر الإسناد الخاطئ أيضًا حالات الانتحال غير المعتمدة، حيث يعتقد المؤلف أن بعض المعلومات أصلية عندما يكون قد قرأها في مكان ما من قبل. وهذا هو الحال أيضًا مع أنواع فقدان الذاكرة، حيث يكون الإسناد الخاطئ أكثر شيوعًا مع تقدم العمر.

النسيان موحية

يعبر هذا النوع عن ضعف الذاكرة في مواجهة قوة الإيحاء، لأن المعلومات المعروفة عن حدث ما يتم دمجها لاحقا في ذاكرتك للحدث على الرغم من أن هذه التفاصيل لم يتم اختبارها، ولا يعرف كيف تعمل القابلية في الدماغ. لذا فإن هذا الاقتراح يخدع عقلك ليعتقد أن الذاكرة حقيقية.

ننسى التحيز

يعبر هذا النوع عن تصفية التصورات من خلال الخبرة والمعتقدات الشخصية والمعرفة السابقة والمزاج اللحظي. عندما يسترجع شخص ما ذكرى ما، فإن مزاجه وتحيزاته الأخرى في تلك اللحظة تؤثر على المعلومات التي يتذكرها بالفعل. على الرغم من أن الجميع، فإن مواقفهم ومفاهيمهم السابقة تتحيز لذكرياتهم، إلا أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء أو بحث حول آليات الدماغ المسؤولة عن انحياز الذاكرة مع تقدم العمر.

النسيان بعد الصدمة

يقلق البعض من النسيان وطرق العلاج، لكن في بعض الحالات يواجه البعض صعوبات في الذكريات التي يريدون نسيانها، ويفشلون في ذلك. تعتبر الذكريات المستمرة والأحداث المؤلمة والمشاعر السلبية والمخاوف المستمرة أيضًا شكلاً من أشكال مشاكل الذاكرة، حيث تعكس بعض هذه الذكريات أحداثًا مؤلمة، ويكون الأشخاص المصابون بالاكتئاب معرضين بشكل خاص للذكريات المتطفلة. وكذلك الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، والذي يكون نتيجة التعرض للصدمة.

” اضطراب الشخصية الحدية”

طرق علاج النسيان في علم النفس

يمكن السيطرة على فقدان الذاكرة ومنع نسيان الأشياء المهمة من خلال بعض طرق العلاج التالية:

  • الاهتمام بالنشاط البدني، لأن النشاط البدني يزيد من تدفق الدم إلى الجسم كله، مما يحافظ على قوة الذاكرة ويساعد في طرق العلاج.
  • الحفاظ على العقل السليم من خلال الأنشطة التي تحفز العقل.
  • المشاركة الاجتماعية: التفاعل الاجتماعي يقلل من الاكتئاب والتوتر، وكلاهما يساهم في فقدان الذاكرة. لذلك، يجب عليك البحث عن فرص للقاء العائلة والأصدقاء.
  • كن منظماً، لأن التنظيم يساعدك على عدم النسيان.
  • التقليل من مصادر التشتيت، حيث أن التركيز على أكثر من شيء في وقت واحد يؤدي إلى النسيان.
  • التمتع بنوم جيد، حيث أن النوم يلعب دوراً مهماً في تقوية الذاكرة.

يشكل مفهوم النسيان في علم النفس خطراً على البعض، لأن النسيان يضع الكثيرين في موقف محرج. ولذلك يجب التعرف على أنواع النسيان وأسبابه في علم النفس وطرق علاج النسيان واتباعها بشكل منظم للحفاظ على ذاكرة جيدة.

مواضيع صحية أخرى قد تهمك

فوائد التوت الأسود الغذائيةفوائد الكمأة الغذائية
أضرار البطاطس الصحيةأضرار اللفت الصحية
رجيم العصر الحجريمكمل سلفورافان الغذائي
مكملات الكيرسيتين الغذائيةالنظام الغذائي للمساعدة على الحمل
فوائد الترمس الغذائيةفوائد البندق الغذائية