يؤدي التفكير الزائد إلى العديد من النتائج السلبية على الصحة النفسية للأفراد، ومن هنا تأتي أهمية علاج التفكير الزائد. ومعنى الإفراط في التفكير هو تكرار نفس الفكرة في العقل مراراً وتكراراً وتحليلها من جوانب مختلفة، حتى لو لم يكن ذلك معقولاً. قد تكون هذه الفكرة من الماضي، ومضى وقت طويل، وبالتالي فهي ترفع مستوى القلق والتوتر وتؤثر على الحاضر. فلنتعرف على أهم 6 طرق للتخلص من هذه المشكلة.
شرح أكواد القراءة…شرح أكواد القراءة غير المتوافقة مع الفهرس
اجعل نفسك أكثر وعيًا بهذه الأفكار
ويمكن علاج التفكير الزائد من خلال زيادة الوعي بهذه الأفكار وأسبابها وعواقبها السلبية. تأتي هذه الأفكار لا إرادية، مما يعني أنه قد يكون من الصعب السيطرة عليها. ولكن على الأقل يمكن التعرف على كيفية التعامل معها بشكل مناسب وصحيح. لذلك، عندما تفكر في فكرة سلبية، يمكنك تسجيلها على قطعة من الورق وتحديد الأمور التالية:
- ما هي المشاعر السلبية التي تسببها هذه الفكرة؟
- لماذا تسبب هذه الفكرة بالذات الكثير من القلق؟
- ماذا تفعل عندما تفكر في هذه الفكرة؟
وبعد تحديد كل هذه المشكلات، عليك العمل على إيجاد بدائل وحلول لهذه الأفكار. على سبيل المثال، عندما تفشل في القيام بمهمة صعبة بعض الشيء، قد تظهر بعض الأفكار المزعجة، وقد تكون على النحو التالي: “أنا فاشل ولست أجيد هذا العمل” أو “لقد أحرجت نفسي أمام الجميع”. ” ويمكن استبدال هذه الأفكار بأفكار أكثر إيجابية على النحو التالي: “على الأقل بذلت قصارى جهدي، وكان هذا العمل جديدًا بالنسبة لي، لذا المهم أنني حصلت على تجارب جديدة”.
“اقرأ أيضًا: كيف تتخلص من اليأس، فوائد الشمر الصحية.”
غيّر نظرتك للأشياء
غيّر نظرتك للأشياء
يميل معظم الناس إلى توقع الأشياء السيئة أولاً، أو النظر إلى الأشياء بطريقة سلبية، بحيث يتغلب التفكير السلبي دائمًا على الإيجابي. لذلك فإن علاج كثرة التفكير يكمن في العمل على تغيير طريقة تفكيرك ورؤية الأشياء من زوايا مختلفة. على سبيل المثال، بدلاً من التفكير في المشاكل أو الأخطاء التي قد تحدث قبل القيام بعمل ما، يمكنك التفكير في المكاسب والفوائد التي يمكن تحقيقها عند القيام بهذا العمل حسب الحاجة.
ومن المهم أيضًا في علاج التفكير الزائد أن ندرك أن كل هذه الأفكار مجرد أفكار وليست حقائق. وهذا الأمر متروك لكل شخص ورغبته في قبول هذه الأفكار كواقع، أو مجرد فكرة يمكن رفضها والسيطرة عليها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمرء أن ينظر إلى تجارب الماضي حول التفكير المفرط، ويتساءل عما إذا كان الأمر يستحق كل هذا الخوف والتوتر والتفكير.
استمر في الانشغال لعلاج التفكير الزائد
يمكن التخلص من التفكير الزائد إذا تم استغلال الوقت للقيام بأنشطة محددة أو لتعلم مهارات جديدة ومتعددة الاستخدامات. قد تختلف هذه الأسئلة حسب اهتمامات كل شخص. على سبيل المثال، يمكن القيام بالأمور التالية:
- تعلم هوايات جديدة مثل الرسم أو العزف على آلة موسيقية.
- قم بالتمارين.
- المشاركة في الأعمال والأنشطة التطوعية. وهذا يساعد على زيادة الرضا عن النفس، خاصة إذا تمت مساعدة الآخرين في حل مشاكلهم.
ويمكن علاج التفكير الزائد في هذه الحالة من خلال ممارسة هذه الهوايات بدلاً من التفكير الزائد والسلبي. ومع ذلك، في بعض الأحيان قد يجد بعض الأشخاص صعوبة في ممارسة أنشطة مماثلة بسبب التوتر الذي تسببه هذه الأفكار وصعوبة التركيز على أي شيء آخر. لذا في هذه الحالة، يمكنك تخصيص بضع دقائق يوميًا للتفكير في كل تلك الأفكار التي تسبب القلق والتوتر. أي أنه يتم إعطاء وقت محدد لمواجهة هذا القلق، ويتم تحليل هذه الأفكار والمشاعر وتسجيلها على الورق. وعندما ينتهي الوقت، تمزق الورقة ثم يبدأ الشخص في ممارسة أنشطته اليومية.
“اقرأي أيضًا: الحاسة السادسة، 13 نوعًا من الأطعمة التي تساعد جسمك على إنتاج الكولاجين.”
عالج كثرة التفكير بالتأمل
عالج كثرة التفكير بالتأمل
يمكن علاج التفكير الزائد والقلق باستخدام إحدى تقنيات التأمل المختلفة، وذلك بسبب فوائد التأمل العديدة للصحة العقلية. وفي هذه الحالة يمكن الاستفادة من الاعتماد على التأمل الذهني، حيث يساعد هذا النوع من التأمل على التركيز على الحاضر فقط، وتجاهل كل ما يتعلق بأفكار الماضي والمخاوف من المستقبل. وهذا يعني أن التأمل الواعي يقوم على تحويل كل التركيز إلى الأشياء التي تحدث في اللحظة الحالية، ولكن دون إصدار أي أحكام عليها.
لعلاج التفكير الزائد يمكنك ممارسة التأمل الواعي من خلال تخصيص بضع دقائق يومياً في مكان هادئ. هنا يمكنك ملاحظة كل ما يحدث في البيئة المحيطة، على سبيل المثال يكون التركيز على الأصوات، أو رائحة المكان، ولكن في الغالب يكون التركيز على عملية التنفس في الحاضر. بحيث يتحول الوعي بشكل كامل نحو عملية التنفس وكيفية تدفق الهواء في الجسم. من الطبيعي أن تتشتت الأفكار، لكن من المهم عدم إصدار أي حكم على هذه الأفكار لتجنب التوتر، ويجب العودة إلى مراقبة عملية التنفس.
يمكن تطبيق نفس المبدأ عند أداء العديد من الأعمال والأنشطة الأخرى، فمثلاً عند التحدث مع الآخرين، عليك التركيز على محادثتهم، والانتباه إذا شرد العقل والعودة للتركيز على المحادثة مرة أخرى. ويمكن أيضاً تطبيق نفس الأسلوب عند تناول الطعام، أي بدلاً من التفكير في الأشياء التي تسبب القلق، يتحول التركيز إلى الطعام، على سبيل المثال إلى المذاق، أو أهمية العناصر الغذائية الموجودة في هذه الوجبة للجسم. وهكذا يمكن تطبيق مبدأ اليقظة الذهنية على كثير من قضايا الحياة.
” الرعاية النفسية للأيتام طلب الإجازة المرضية عبر منصة صحتي”
احذف فكرة الكمال من عقلك
احذف فكرة الكمال من عقلك
يميل بعض الأشخاص ذوي الشخصية المثالية إلى الإفراط في التفكير، لأنهم يبحثون دائمًا عن الكمال في كل شيء. وهذا يمكن أن يجعلهم يفكرون بشكل متكرر في خطأ صغير، حتى لو حدث في الماضي، كما أنهم يهتمون كثيرًا بأحكام الآخرين عليهم. ولذلك قد يعيش هؤلاء الأشخاص في قلق دائم بسبب سعيهم الدائم نحو الكمال وخوفهم من ارتكاب الأخطاء.
على الرغم من أن هذا ليس بالأمر السيئ بأي حال من الأحوال، إلا أن هذا يمكن أن يجعلهم يقومون بعملهم على أكمل وجه. لكن يجب التمييز بين هذا وبين الكمالية غير الصحية التي تؤدي إلى زيادة القلق والتوتر، كما تؤثر على الثقة بالنفس، مما يجعل بعض الأشخاص يؤجلون أعمالهم باستمرار بسبب هذا الخوف.
يمكن علاج التفكير الزائد عن طريق التخلص من فكرة الكمال. ويجب أن ندرك أن جميع الناس معرضون للوقوع في الأخطاء في كثير من الأمور. لكن المطلوب في هذه الحالة، بدلاً من المبالغة في التفكير في هذه الأخطاء، هو النظر إليها على أنها فرصة لتطوير الذات والتعلم.
تحدث إلى متخصص لعلاج التفكير الزائد
وفي بعض الحالات قد يكون التحدث مع المختصين في هذا المجال هو الحل الأنسب للتخلص من التفكير الزائد. وذلك لأن هذه المشكلة قد ترتبط باضطرابات أخرى وبالتالي قد تتطلب تدخلات علاجية مختلفة.
يمكنك الاعتماد على أبرز 6 حلول للتخلص من هذه المشكلة لعلاج كثرة التفكير، وكل هذه الحلول تعتمد على تغيير طريقة تفكيرك نحو نظرة أكثر إيجابية للأمور. قد لا يحدث هذا على الفور، ولكن مع مرور الوقت مع تطبيق هذه الأساليب للتخلص من التفكير الزائد، سيتم ملاحظة التغييرات تلقائيًا.