علاج مخاوف الناس ضروري لأن كل مشاكل الحياة تحدث من خلال التواصل مع الآخرين. وهذا الخوف يمكن أن يؤدي إلى العديد من العقبات في الحياة التعليمية والمهنية وبالتالي يمكن أن يؤدي إلى العديد من الآثار السلبية على المستقبل. الخوف من الناس هو رهاب يسمى رهاب الإنسان، وتعتبر هذه الحالة جزءًا من اضطراب القلق الاجتماعي. يتم استخدام نفس العلاجات للعديد من أنواع الرهاب. ما هي طرق علاج الخوف من مواجهة الناس؟

التأمل الواعي

يمكن استخدام التأمل الذهني لعلاج الخوف والتوتر لدى الناس. ويحدث هذا الخوف الاجتماعي نتيجة وضع أحكام وأفكار مسبقة حول المواقف قبل حدوثها. على سبيل المثال، قد يخاف الأشخاص الذين يعانون من القلق الاجتماعي مما قد يعتقده الآخرون عنهم، أو يخافون من الرفض. أي أنهم بشكل عام يخافون من أفكار الآخرين عنهم، حتى لو لم تكن حقيقية، وفي نفس الوقت يخلقون صورة سلبية عن أنفسهم، لذلك يعانون من هذا الخوف والرهاب ويتجنبون الناس في كثير من الأحيان. .

يمكن أن يساعد التأمل الواعي في تخفيف التوتر وزيادة الثقة بالنفس وتقليل الاكتئاب. المبدأ الأساسي لهذا النوع من التأمل هو تدريب الدماغ على التركيز فقط على الحاضر، أي على اللحظة التي يعيشها الآن. بحيث يكون الفرد واعياً بكافة الأفكار والمشاعر التي تدور في ذهنه في هذه اللحظة، لكنه يكتفي بدور المراقب لتلك الأفكار دون إصدار أي حكم عليها. مما يساعد على تهدئة الفرد وزيادة مستوى الوعي والتركيز لديه. كما يساعده على تحليل هذه الأفكار والمشاعر ببطء وبشكل أفضل والتصرف بشكل مناسب حسب الموقف، مما يؤدي إلى تقليل مستوى القلق المرتفع لديه. يمكن القيام بهذا التأمل في المنزل، ويستغرق بضع دقائق فقط في اليوم.

“اقرأ أيضا: علاج الوسواس القهري الخوف من الموت”

العلاج السلوكي المعرفي

العلاج السلوكي المعرفي

يعتبر التدخل السلوكي المعرفي من أهم العلاجات المستخدمة للأشخاص الذين يعانون من القلق الاجتماعي والخوف، ويمكن استخدامه لعلاج رهاب الأنثروبوفوبيا. يعتمد هذا العلاج على مبدأ تغيير أنماط تفكير الأشخاص الذين يعانون من أي نوع من أنواع الرهاب، ويستخدم لعلاج أنواع كثيرة من الاضطرابات النفسية الأخرى أيضًا. عندما يتعلق الأمر بعلاج الخوف من الناس، هناك أكثر من طريقة يمكن الاعتماد عليها في إطار العلاج السلوكي المعرفي، ويمكن تطبيقها إما على المستوى الفردي أو في مجموعات صغيرة، وهذه الطرق هي كما يلي:

علاج التعرض للمخاوف

يهدف علاج التعرض إلى حث الأفراد على مواجهة المواقف التي يخشونها والهروب منها. ولكن يؤخذ في الاعتبار مدى استعداد الأشخاص الذين يعانون من هذا الخوف لمواجهته، لتجنب ارتفاع مستوى التوتر والضغط النفسي لديهم إلى مستويات عالية. ويبدأ المعالج النفسي بالتخطيط معهم وإعداد قائمة بالمخاوف، بحيث تكون تلك التي تسبب أقل قدر من القلق في أعلى القائمة ويبدأ بها. ثم بعد أن يعتادوا على ذلك، ينتقلون إلى مواجهة المواقف والمخاوف التي تشكل تحدياً أكبر لهم. ويمكن الكشف عن هذه المخاوف بالطرق التالية:

  • الخيال، حيث يروي المعالج حدثًا معينًا ويتخيل المصاب تفاعله مع الآخرين وفقًا للقصة المروية.
  • لعب الأدوار، أي أنه يمكنك لعب دور يعبر عن الموقف الذي يسبب القلق.
  • واجه المواقف بشكل مباشر في الحياة الواقعية مع مجموعة صغيرة من الأشخاص أولاً.

يمكن استخدام الطرق الثلاثة المذكورة، لكن يجب الاستمرار في تطبيقها حتى يتم التخلص من القلق والخوف. كما أنه من الضروري جعل الشخص الذي يعاني من هذا الخوف يندمج في هذه التجارب، وعليه أن يركز جيداً على الموقف ليكون واعياً بكل ما حوله ليعرف أسباب خوفه ويرى النتائج السلبية لهذه المخاوف عليه، لكي يتغلب عليهم في العصور القادمة. ويعتبر هذا النوع من العلاج فعالاً جداً في علاج الخوف من الناس والتخفيف من الأعراض التي تصاحب هذا القلق.

إعادة الهيكلة المعرفية

إعادة الهيكلة المعرفية

الهدف من استخدام هذه الطريقة لعلاج الخوف عند الناس هو تشجيع الفرد على تغيير طريقة تفكيره التي تسبب له الخوف والتوتر. كما ذكرنا سابقًا، غالبًا ما يكون الخوف نتيجة لتوقعات وأفكار سلبية ومسبقة حول الحدث أو الوضع الاجتماعي. لكن كل هذه الأمور مجرد تصورات لدى الشخص المصاب بالقلق الاجتماعي حول العواقب السلبية التي قد تواجهه إذا شارك في الأنشطة الاجتماعية. على سبيل المثال، قد يخشى ردود أفعال سلبية من الآخرين، أو انتقادات قاسية، أو قد يعتقد أنه يسبب لنفسه الإحراج. عند استخدام هذه الطريقة لعلاج الخوف من الناس يطلب من المريض القيام بما يلي:

  • تحديد حدث أو موقف اجتماعي يسبب القلق.
  • التعرف على الأفكار السلبية التي تخطر على ذهنك تلقائياً حول الحدث، قبل وأثناء وبعد وقوعه.
  • يُطلب من الشخص الذي يعاني من الرهاب الاجتماعي أن يقوم بنشاط تجريبي، أي أن يشارك في نشاط يعرضه لنفس الموقف الذي يخاف منه.
  • ثم يقوم بتحليل وتقييم الموقف من خلال مقارنة أفكاره مع الأشياء التي حدثت بالفعل على الفور.
  • يتم استبدال التوقعات السلبية حول الموقف بأخرى أكثر اتساقًا مع النتيجة الفعلية التي ستحدث.

تمارين الاسترخاء

يمكن استخدام العديد من تقنيات وتمارين الاسترخاء لعلاج الخوف من الأشخاص، ولكن يجب استخدامها جنبًا إلى جنب مع العلاجات السابقة الأخرى. تساعد هذه التمارين الأشخاص الذين يعانون من أي نوع من الرهاب على التحكم بسرعة في عواطفهم إذا تعرضوا لنوبات من القلق والتوتر.

تطوير المهارات الاجتماعية

تطوير المهارات الاجتماعية

ولعلاج الخوف من مواجهة الناس، يمكن للأفراد العمل على تنمية مهارات اجتماعية معينة. وذلك لأن بعض ردود الفعل السلبية تجاههم من المجتمع قد تكون نتيجة ضعف في هذه المهارات، على سبيل المثال قد يكون لديهم مشاكل في مهارات المحادثة، أو التواصل البصري. ولكن تجدر الإشارة أيضًا إلى أن هذه المشكلات يمكن أن تنشأ نتيجة للتوتر وليس بسبب نقص المهارات. ومن الممكن إيجاد حل لجميع هذه الأسئلة، والعمل على تنمية المهارات اللازمة من خلال العديد من الأنشطة التي يقدمها المعالج. وقد تتكون هذه المهام من تمارين سلوكية محددة يجب القيام بها، ومن ثم سوف ينبهك المعالج إلى بعض الملاحظات، لتصحيح السلوك في المرات القادمة.

غالبًا ما تتضمن هذه الطريقة العمل مع طرق أخرى لعلاج مخاوف الأشخاص، مثل العلاج بالتعرض وإعادة الهيكلة المعرفية.

” التخلص من الندم؛ لماذا نأسف لذلك؟

علاج الخوف من الأشخاص بالأدوية

هناك أدوية معينة يمكن أن يصفها الطبيب بعد تشخيص المشكلة وأسبابها، ويمكن أن تساعد هذه الأدوية في تخفيف التوتر في مواقف معينة. لكن العلاجات النفسية الأخرى التي تعتمد على التحدث ومواجهة المخاوف تعتبر ضرورية لتنمية الشخصية وحل المشكلة على المدى الطويل.

يمكن الاعتماد على العديد من الطرق لعلاج مخاوف الإنسان وتوتراته، أو رهاب الإنسان، ويمكن أن تكون العلاجات إما دوائية أو نفسية. لكن من المهم أن يكون لديك ما يكفي من الحافز والإصرار للتغلب على هذه المخاوف، لأن العمل الجاد مطلوب، وأيضا لأن العلاج تدريجي ولا يتطلب سوى القليل من الوقت.

مواضيع صحية أخرى قد تهمك

فوائد التوت الأسود الغذائيةفوائد الكمأة الغذائية
أضرار البطاطس الصحيةأضرار اللفت الصحية
رجيم العصر الحجريمكمل سلفورافان الغذائي
مكملات الكيرسيتين الغذائيةالنظام الغذائي للمساعدة على الحمل
فوائد الترمس الغذائيةفوائد البندق الغذائية