إن تشخيص الاكتئاب من خلال ملاحظة أعراض الاكتئاب أمر مهم، لأن الاكتئاب من أمراض العصر الحديث، وقد وصف العصر الحالي بأنه عصر الاكتئاب، وهو اضطراب مزاجي منتشر بين الرجال والنساء وكذلك الأطفال، وبين كافة الفئات العمرية. ويتم التشخيص من خلال عدة مظاهر نفسية وجسدية.
شرح أكواد القراءة…شرح أكواد القراءة غير المتوافقة مع الفهرس
كيفية تشخيص الاكتئاب
لا توجد اختبارات عملية (دم أو غيره) لتشخيص الاكتئاب، والتحدث مع المريض هو أداة الطبيب الوحيدة. يقوم الأطباء بشكل روتيني بتشخيص الاضطراب النفسي عندما تزور المريضة العيادة لأسباب طبية مثل الأمراض المزمنة أو الزيارات أثناء الحمل أو بعد الولادة. عند الاشتباه بالاكتئاب، يستخدم الأطباء سلسلة من الأسئلة القياسية الشائعة لفحص الاكتئاب. ويتم تحديد استجابات المريض حول سلوكه وعاداته وأسلوب حياته اليومي، وكذلك التغيرات في مزاجه.
غالباً ما يصعب تشخيص الاكتئاب لأنه مرض ذو مظاهر سريرية متعددة، وتختلف أعراضه من شخص لآخر. قد يشعر بعض المرضى بالغضب، بينما قد يبدو البعض الآخر غير مبالٍ. ومن ناحية أخرى فإن الأعراض والسلوكيات المرصودة قد تكون قليلة ولا تعكس اضطرابات داخلية خطيرة.
الأعراض التي تؤكد الإصابة بالاكتئاب
تشخيص أعراض الاكتئاب
عند مراجعة المريض يجب إجراء فحص بدني واختبارات دم واختبارات تشخيصية لاستبعاد الحالات الأخرى التي تسبب الاكتئاب. سيقوم الطبيب أيضًا بمناقشة التاريخ العائلي للاضطرابات النفسية أو الأمراض العصبية، وتقييم أعراض المريض ووقت ظهورها ومدة استمرارها، والسؤال عن الأعراض التالية:
- – الميل إلى الحزن أو الاكتئاب في معظم الأوقات.
- الأرق أو النوم الزائد.
- ضعف التركيز وفقدان القدرة على اتخاذ القرارات.
- الشعور بالتعب ونقص الطاقة للقيام بالأعمال اليومية.
- وجود أفكار انتحارية أو محاولة وضع خطة فعلية للانتحار.
- الشعور باليأس أو الشعور بعدم القيمة والإحباط.
- تشعر بالذنب.
- التعب والإرهاق.
- فقدان الاهتمام والعاطفة والاستمتاع بالحياة.
- العزلة عن البيئة الاجتماعية.
- تجنب ممارسة الهوايات التي كانت في السابق ممتعة للشخص.
- التغير في الوزن، سواء زيادة أو نقصان ملحوظ في الوزن.
العلامات الجسدية للاكتئاب
في الواقع، يأتي العديد من مرضى الاكتئاب إلى العيادات بسبب أعراض جسدية، بما في ذلك:
- آلام ظهري.
- آلام في المفاصل والأطراف.
- التعب والإرهاق المستمر.
- اضطرابات النوم.
- قلة التركيز.
- بطء الحركة الجسدية.
- مشاكل في الجهاز الهضمي مع آلام في البطن.
- الصداع المستمر.
“اقرأ أيضًا: خطة العلاج السلوكي المعرفي للاكتئاب”
كيف تؤكد الأعراض تشخيص الاكتئاب؟
وللتأكد من الإصابة بالاكتئاب، يشترط وجود خمسة على الأقل من أعراض الاكتئاب المذكورة آنفاً، على أن تكون أعراض الحزن والاكتئاب ترافق الشخص بشكل شبه يومي، على مدار الأسبوع، وتستمر بشكل متواصل لمدة أسبوعين على الأقل.
عند التأكد من وجود الاكتئاب النفسي يجب البدء بالعلاج لأن استمرار الأعراض يمكن أن يؤثر على الشخصية، ويمنع الشخص من القيام بعمله أو أنشطته الاجتماعية ويمكن أن يؤدي إلى عزل نفسه عن البيئة (liisolation). يمكن أن تسبب حالات الاكتئاب الشديد إعاقة شديدة، مما قد يؤدي إلى عدم قدرة الشخص المصاب بهذه الحالة على النهوض من السرير أو تناول الطعام.
غالبًا ما يصاحب الاكتئاب حالات طبية حادة أو مزمنة أخرى، مثل أمراض القلب أو السرطان، ويصعب على الأطباء تشخيصها.
ما الاختبارات التي تساعد في التشخيص؟
بعد اطلاع الطبيب على التاريخ الطبي والعائلي، وكذلك العلامات والأعراض التي يعاني منها المريض، قد يلجأ إلى إجراء فحص جسدي شامل ويطلب بعض الفحوصات المخبرية لاستبعاد الحالات الطبية التي قد تكون مسؤولة عن الأعراض. يتم التحقق من وجود فقر الدم أو قصور الغدة الدرقية من خلال فحص الدم، وقد يتم طلب فحص مستوى الكالسيوم وفيتامين د.
بعض الأمراض المزمنة أو بعض الأدوية، وكذلك بعض الاضطرابات الجسدية، وخاصة الهرمونية، يمكن أن تسبب أعراض مشابهة للاكتئاب، كما أنه من المفيد إخبار الطبيب عن الأدوية والمكملات الغذائية التي يستخدمها المريض. كل هذه المعلومات وكل الفحوصات مفيدة لتحديد نوع الإكتئاب ومعرفة كيفية علاجه.
” التأهيل النفسي من الاكتئاب”
تشخيص الاكتئاب الشديد
يشكل الاكتئاب الشديد تهديدًا حقيقيًا وهو أحد الأسباب الرئيسية للانتحار. تم تحديد العلامات التحذيرية التي تحدث عند هذا النوع من المرضى وتساعد الأطباء على التعرف على الاكتئاب الشديد، ومن بينها:
- – الانسحاب من البيئة الاجتماعية أو العزلة.
- المزاج السيئ والاكتئاب.
- الرغبة في الموت والبحث عن طرق للانتحار.
- إدمان الكحول أو الإفراط في تعاطي المخدرات.
- الشعور باليأس وعدم وجود الدافع للحياة.
- ثورة أو انتقام.
- القلق والاضطرابات النفسية الخطيرة.
- إختلال النوم.
- يشعر المريض بأنه عبء على الآخرين.
- يتصرف بتهور ومزاج.
” علاج الاكتئاب والضغوط النفسية”
تشخيص الاكتئاب حسب DSM-5
هو نوع من الاكتئاب يسمى الاكتئاب السريري، ويصنف على أنه أحد أشد أشكال الاكتئاب، ويسمى أيضًا الاكتئاب الشديد. يتم تشخيص هذا النوع من الاكتئاب من خلال أعراض معينة تعتبر معايير تفاضلية للتقييم، كما ورد في الدليل الذي نشرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي، وهو الإصدار الخامس من الدليل التشخيصي للاضطرابات العقلية (DSM-5). حدد هذا الدليل أسباب الاكتئاب السريري ووصف أعراض المرض على النحو التالي:
- الاكتئاب والميل إلى البكاء.
- الحزن وتقلب المزاج.
- الإرهاق والتعب.
- – صعوبة التركيز وعدم القدرة على اتخاذ القرارات المهمة.
- نوبات الغضب أو التهيج.
- ألوم نفسك وركز على التجارب السلبية.
- فقدان الاهتمام بالجنس أو الهوايات أو الأنشطة الرياضية.
- الأرق أو الميل الشديد للنوم.
- اليأس والتفكير المستمر بالانتحار أو اتخاذ خطوات فعلية للانتحار.
- بطء في التفكير أو الكلام مع ضعف القدرة على التواصل.
على الرغم من أن أعراض الاكتئاب السريري شديدة وتسبب مشاكل وتمنع المريض من القيام بأنشطته اليومية، إلا أن أعراض المرض عادة ما تتحسن مع الاستشارة والدعم السلوكي والنفسي وتقديم العلاج المناسب.
” اضطراب الشخصية الارتيابية”
تشخيص اكتئاب الطفولة
تشخيص الاكتئاب عند الأطفال
يمكن أن يصيب الاكتئاب الأطفال والشباب ويسبب اضطرابات مزاجية لدى الطفل. ويعتقد أن سبب الاكتئاب عند الأطفال هو خلل في توازن المواد الكيميائية في الدماغ والتي تؤثر على مزاج الطفل. وهي من الاضطرابات التي تتطلب مساعدة طبية للدعم النفسي والعلاج السريع. يعتمد تشخيص الاكتئاب عند الأطفال على عدة علامات جسدية ونفسية، ومن بينها العلامات النفسية للاكتئاب:
- الحزن وعزلة الطفل عن أقرانه.
- سرعة الغضب والتهيج.
- وسرعان ما يصاب الطفل بالملل ويفقد إحساسه بالمتعة.
- الشكوى من سماع الأصوات أو الهلوسة.
بينما يتم فحص الأعراض الجسدية للاكتئاب لدى الأطفال، فهي تشمل:
- إختلال النوم.
- عدم القدرة على التركيز.
- الكلام البطيء.
- فقدان الوزن أو زيادته.
- يشكو من آلام في البطن.
- صداع.
تشخيص الاكتئاب المقنع
وهو نوع من الاكتئاب يعتبر من الصعب تشخيصه، لأن المريض المصاب بهذا النوع من الاكتئاب لا يعاني من أعراض نفسية فحسب، بل تظهر عليه أعراض جسدية عضوية أيضا، وللتعرف على هذا النوع من الاكتئاب يعتمد الأطباء على:
- الإجهاد والتعب المستمر دون بذل مجهود.
- ألم في منطقة الصدر.
- التهاب البلعوم أو تضخم البلعوم.
- آلام العضلات في أجزاء مختلفة من الجسم، مثل الرقبة والظهر.
- نوبة من الضحك غير المبرر.
- الاكتئاب والتفكير الأسود.
- تدهور الحالة النفسية والجسدية.
الاكتئاب حالة شائعة وهو مرض خطير إذا تأخر التشخيص والعلاج، ومن المهم تشخيصه والبدء في علاجه حتى يعود المريض إلى حياته الطبيعية ويؤدي دوره كفرد فاعل في المجتمع.