إن تحقيق السعادة هو حلم الإنسان في الحياة، ومن أجل ذلك يكافح الإنسان ويجتهد حتى يصل إلى شاطئ السعادة ويختبر شعورها. ما هو مفهوم السعادة وأسبابها؟ ما هو الطريق الصحيح لتحقيق السعادة؟
ماذا تعني السعادة؟
لا يوجد تعريف محدد ودقيق للسعادة، ولكن يمكن تعريفها بأنها مشاعر مختلفة يمر بها الإنسان، كل شيء بين الرضا والفرح والاستمتاع والشعور بالمتعة والراحة. فهو يجمع نفس ملذات الروح والقلب، ويختلف الحصول على السعادة من شخص لآخر.
لكي تكون سعيداً، عليك أن تنظر إلى الحياة بتفاؤل. للسعادة أبواب كثيرة. لا تركز على الجانب السيئ من حياتك. لا تركز على ما يزعجك فيه. عليك أن تغير نظرتك للأشياء من حولك.
أنواع السعادة
وفيما يلي الأنواع الرئيسية للسعادة:
قصيرة أو مؤقتة
وهو الذي يستمر لفترة قصيرة. في أغلب الأحيان تكون السعادة المؤقتة نتيجة موقف صغير عابر، يجعل الإنسان سعيداً لفترة قصيرة، يعود بعدها إلى حالته الطبيعية.
طويل الأمد
إنها واحدة تدوم لفترة طويلة. ولذلك يبحث عنه أغلب الناس، ويتمنون الحصول عليه، لأنه يمنح الإنسان شعوراً مستمراً بالسعادة، مما يحسن حياته، ويجعله يتجه نحو الحياة بكل إيجابية ورحابة.
نصائح تساعدك على تحقيق السعادة
ومن الطرق التي تؤدي إلى السعادة ما يلي:
- – الاقتناع بما قسمه الله للفرد.
- الاستمتاع بأصغر وأبسط تفاصيل الحياة.
- – عدم الكسل وأن يبذل الفرد جهداً لتحسين حياته في كافة النواحي.
- إزالة كافة المعتقدات أو الأفكار السلبية عن الحياة والسعادة، وتغيير طريقة التفكير تجاه ما يجلب السعادة للفرد.
- اكسر روتينك اليومي وجدد حياتك وجهز نفسك لتحقيق أهدافك في الحياة.
- تواصل مع الناس وتوقف عن عزلتهم واخرج من دائرة الوحدة.
- انسَ الماضي بكل آلامه وفشله، وابدأ حياة جديدة، واستفد من دروس الماضي لتحسين حاضرك ومستقبلك.
- تجنب التعامل مع الأشخاص الذين لا يؤمنون بوجود السعادة، حيث أن لهم تأثير سلبي كبير.
- واعلم أنك إذا كنت تهتم كثيراً بردود أفعال الآخرين، فإن ذلك سيحد من أفعالك وكلماتك وخطواتك. لذلك لا تربط حياتك بآراء الناس وأقوالهم وأفعالهم. افعل ما هو مناسب لك ولا تؤذي أحداً.
- في معاملاتك المختلفة مع الناس، سلمهم لله عز وجل، حتى تشعر برقابة الله عليك، وتطلب الأجر منه عز وجل، وتعلم أن تحسن إلى من ظلمك وتفعل ذلك، و ابدأ بالتواصل مع من قطعك، واعطي لمن حرمك، وتعلم كيف تسامح الناس، وكل هذا من أسباب هذه السعادة.
- مهما كان ماضيك، مهما كانت قراراتك التي ندمت عليها، مهما كانت علاقاتك القديمة الفاشلة، مهما خسرت، كل أحداث الماضي، لا تجعل كل هذا يشعرك بالاكتئاب والتعاسة، لأنه سيؤذيك، بل ضع المؤشر، صفحة جديدة والبدء من جديد.
- إذا كنت تريد السعادة، ضع أهدافاً محددة في الحياة، وضع خططاً لتحقيق تلك الأهداف، لأن الخطط توصلك إلى أهدافك، الكسل يكفي.
- تذكر دائمًا وأبدًا الحكمة الجميلة التي تقول: إذا أتقنت فن العيش مع نفسك، فلن تشعر بالبؤس أبدًا.
- متابعة الأخبار السياسية تسلبك بعض الراحة وتحرمك بعض السعادة. وقد يبعدك عن كتاب ربك وسنة نبيك وآله، فينقص من اتباعك له.
- ابحث عن ما يجعلك سعيدًا، وتعلم كيفية تحقيق السعادة وابدأ في القيام بذلك.
قواعد السعادة الثلاثة
إن طريق تحقيق السعادة لكل إنسان يبحث عن السعادة هو تحقيق العبودية لله في الدنيا بطاعته والابتعاد عن حرمه. لقد وضع القرآن الكريم عدة تعليمات مهمة من أن الإنسان إذا فعلها حصل على السعادة، وهي كما يلي:
- القناعة أصل السعادة. إنه في الواقع أصل السعادة. يجب أن تكون راضيًا عما حققته وتسعى لتحقيق المزيد. يجب أن تكون قانعاً بالنعم والمواهب التي أعطيت لك وتشكر الله عليها. فيجب أن ترضى بما عانيته وتصبر واحتسب الأجر والثواب من الله عز وجل. لتصل إلى درجة الرضا إقرأ أقواله تعالى. {فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آخر الليل وسبحه وآخر النهار لعلك ترضى}. [سورة طه 130] ثم عليك بالصبر وحمد الله تعالى أيضًا في الأوقات المذكورة في الآية.
- العفو عن الناس، وأمر بالعرف، وأعرض عن الجاهلين. قال الله تعالى: “خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين”. [سورة الأعراف 199]. نجد أن التسامح مع الناس يعمل على تحقيق مشاعر المحبة والألفة معهم، في حين أن استدعاء الخير يشعرك بأن لك معنى ودورا في هذه الحياة، والابتعاد عن الجاهلين من أهم أسباب السعادة.
- التمسك بالقرآن وعدم الإعراض عنه أو التخلي عنه. قال الله تعالى: “مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى”. [سورة طه 2]البؤس هو عكس السعادة. قال الله تعالى: “ومنهم الشقي والسعيد”. [هود 105] إن الالتزام بالقرآن حفظاً وقراءة وتدبّراً وعملاً به هو الطريق الأكيد إلى السعادة.
رسالة إلى الزوجين اللذين يحققان السعادة
وبالتأمل نجد أن الرضا والحب يعني السعادة الزوجية، فالقناعة هي أساس السعادة الزوجية، لذا يجب أن يقتنع الزوجان ببعضهما البعض لتحقيق السعادة بينهما. أما من ناحية الحب فهو يقضي على كافة المشاكل الزوجية، ويعمل على تقوية العلاقة الزوجية وبالتالي تحقيق السعادة الزوجية بينهما.
ستحقق السعادة الزوجية عندما لا تسعى إليها لنفسك ولنفسك فقط، ولكن عندما تحاول أن تصنعها لشريك حياتك لإسعاده وأنك ستسعد بسعادته، فإنك ستحقق السعادة الزوجية لشريك حياتك. نفسه.
قالوا عن تحقيق السعادة
وفيما يلي أهم الكلمات التي قالوا عن تحقيق السعادة:
- السعادة هي ما تصنعه، ليس الحظ، ابحث عنه بأسبابه ولا تيأس.
- “الحسد هو عدو السعادة.” فاحذر من حسد الناس، وتمني زوال النعم عنهم، وتذكر أن الحياة تتسع للجميع، فلا تحصرها بالتفكير فيما لدى الآخرين.
- لا تشغل عقلك وأفكارك بالآخرين، بل ركز عليك وعلى مشاكلك وأحلامك.
- بدلًا من الشكوى المستمرة، ابذل جهدًا لتغيير حياتك.
- من أكبر أسباب التعاسة هو أنك تسمح للمواقف التي لا ترضيك بالاستمرار.
- ذكريات الماضي المؤلمة، إخفاقات الماضي، كل هذا سيء حقًا، لكن لا تدع كل هذا يؤثر على حاضرك ومستقبلك.
- سامح نفسك على أخطائك. التدمير الذاتي يكفي. فلا تلوم نفسك إلى هذا الحد، لأن ذلك يزيد من إحباطك.
- حاول أن تحقق أشياء يقول الناس أنك لا تستطيع تحقيقها، وبالثقة في الله، مع الصبر والأمل، تحققها، وستشعر حينها بالسعادة.
صلاة الفجر
ابدأ يومك بها، فهي من أسباب السعادة بإذن الله. ولا تهملها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من صلى الفجر فهو في ذمة الله).
السعادة رحلة، و ليست وجهة
وعلى الإنسان العاقل أن يستمتع بجميع أيامه، ولا يضيع منها شيئاً على أمل السعادة، أو بسبب وضعه وأحواله الحالية. استمتع بلحظات وأحداث يومك. تعلم أن انتصارك على الظروف الصعبة، وقبولك للتحديات، هو جزء من رحلة السعادة، ومن الحماقة أن تنتظر السعادة، كن سعيداً وابدأ بالاستمتاع بحياتك.
أخطاء تمنعك من تحقيق السعادة
لا شك أن أي إنسان (رجلاً كان أو امرأة) يريد أن يحقق السعادة، ولن تتحقق إلا بطاعة الله. كلما اتبعت طريق الرغبة، سوف تواجه البؤس والألم والندم الكبير. وبما أن الذي خلق القلب جعل سعادته بطاعته، فكل من يبحث عن السعادة يتقرب إلى الله ويبشر ببلوغها.
لا تتوقع السعادة عندما تسلك طريق الخمر والمخدرات؛ لأن هذا طريق الوهم، طريق الخداع، ولذته مؤقتة ووهمية، وسرعان ما تزول مع ضرر الصحة والمال، بالإضافة إلى غضب الرحمن عليك.
ولا تبحث عن السعادة واللذة في علاقة محرمة، معتقداً أن ذلك سيحدث، وأنه سينتهي بسعادة؛ لأن هذه العلاقات مدمرة لكل شيء، وتنتهي بالألم والعذاب ووجع القلب، وغالباً ما تمتد آثارها السيئة إلى ما هو أبعد من الزواج.
كيفية تحقيق السعادة بسيطة وليست صعبة، فقط تعلم ونفذ واصبر وتعلم الرضا لأن القناعة تخلق السعادة بداخلك. طريق السعادة يكمن في الرضا، فتفاءل وأحسن الظن بخالقك وثق به، ستجد أن للحياة معنى وطعماً أجمل.