التخلص من الندم أمر لا بد منه عندما يتجاوز هذا الشعور حده المعقول، لأن الذنب والندم من المشاعر السلبية التي يشعر بها الإنسان. وفي هذا المقال سنتعرف على أنواع الذنب وأسباب الشعور بالذنب التي من المهم أن تعرفها. إذا كنت من هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من الندم، فاحرص على المشاركة في مجموعة من النصائح للتخلص من الندم.
ما هو شعورك عندما يتم التوبيخ؟
الندم هو الندم المستمر الذي يشعر به الإنسان عندما يفعل شيئاً يعلم أنه خطأ أو لا يفعل شيئاً رغم أن الإنسان يعلم أنه من الضروري أن يفعله ولكنه يفشل في فعله. إن الشعور بالندم يعبر عن صراع داخلي يعاني منه الإنسان، ورغم أنه يعترف بالخطأ ويعترف به، إلا أنه يرتكبه على أي حال، مما يؤدي إلى لوم الذات ومحو الذات. ورغم أنه من الطبيعي أن يشعر الإنسان بنوع من المشاعر السلبية أو الإيجابية، إلا أنه لا ينبغي أن يبقى في المشاعر السلبية لفترة طويلة ويغرق فيها، مما قد يؤدي إلى اضطراب في صحته النفسية.
أنواع الندم
أنواع الندم
ويمكننا تصنيف الشعور بالندم إلى نوعين رئيسيين، أحدهما صحي ومفيد والآخر ضار وغير صحي. ويمكن توضيح هذين النوعين على النحو التالي:
الندم الصحي
عندما ترتكب خطأ ما، يدفعك إحساسك بالندم إلى محاولة تصحيح هذا الخطأ، ربما عن طريق الاعتذار أو تحسين تصرفاتك بطريقة مناسبة أخرى. فمن المفيد أن يشعر بالندم لتحفيزه على العمل الأفضل واتباع المبادئ والقيم الأخلاقية.
الديون السامة
وهذا الشعور يسلب الإنسان إنسانيته، ويمنعه من ارتكاب أي خطأ مهما كان صغيرا أو حتى غير مقصود. يلوم الإنسان نفسه على أشياء ليس له سيطرة عليها، ولا يحاول حتى التعويض عنها. ما الفائدة من الشعور بالندم إذا كان الأمر خارج عن إرادتك ولا تستطيع تغيير أو إصلاح ما حدث؟ لذلك لا بد من التخلص من التوبيخ حتى لا يعيق تقدمك في الحياة ويسبب العديد من الاضطرابات النفسية، كما يمكن أن يؤدي تأثيره إلى مشاكل جسدية.
من أين يأتي الذنب؟
ويمكننا أن نلخص جذور هذا الشعور والأسباب الرئيسية لنشوئه وتطوره في شخصية الفرد نتيجة لسببين رئيسيين:
تلعب التربية في مرحلة الطفولة دوراً كبيراً في تشكيل شخصية الفرد، فلو اتبع الوالدان أساليب تربية قاسية جداً واعتمدت على العقاب في كل شيء صغيراً وكبيراً، وكان الطفل يلام على كل خطأ يرتكبه، حتى لو كان. دون قصد، فيكبر الأبناء ويكبر معهم شعور الندم.
العادات والتقاليد السائدة في المجتمع، خاصة إذا كانت هذه العادات والتقاليد قاسية جداً ومنضبطة للأخطاء وتحتوي على الكثير من الرفض وعدم قبول الاختلاف.
أسباب الشعور بالندم
أسباب الشعور بالندم
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بالندم، ومنها ما يلي:
- هناك صراع داخلي بين اختياراتك وقيمك ومبادئك.
- اسعى لتحقيق الكمال والمثالية في كل ما تفعله وارفض ارتكاب الأخطاء.
- الاهتمام بالنتائج النهائية بدلاً من التركيز على اكتساب المهارات والخبرات من تجارب الحياة.
- عدم القدرة على تلبية توقعات الآخرين منك أو حتى توقعاتك الخاصة من نفسك.
- التعلق بآراء الناس وصورتك أمامهم (الاحترام المجتمعي).
- القلق المفرط بشأن إيذاء مشاعر الآخرين.
- الشعور بالذنب تجاه الأحداث الخارجة عن إرادتك.
“انظر: الإجهاد؛ أفضل 5 فيتامينات ومكملات غذائية للتخفيف من هذه الحالة النفسية.”
الآثار الضارة للديون
التخلص من اللوم مهم وضروري، لأن الشعور باللوم المستمر يشكل خطراً كبيراً على صحتك النفسية، حتى لو لم تكن على علم بذلك. ويمكنك مشاهدة الأضرار التالية الناجمة عن التوبيخ:
- كراهية الذات وعدم تقدير الذات.
- الشعور بالذنب وكراهية الذات.
- العزلة والشعور بالوحدة.
- اضطراب القلق المزمن.
- اكتئاب.
- اضطراب الوسواس القهري.
بالإضافة إلى ذلك فإن الشعور بالذنب يؤثر على الجسم ويمكن أن يؤدي أيضاً إلى مشاكل صحية، منها ما يلي:
- الأرق وصعوبة النوم.
- فقدان الشهية.
- جرح.
- متلازمة القولون المتهيّج.
من الضروري التخلص من الندم لتجنب الاكتئاب
الندم يسبب الاكتئاب والعكس صحيح أيضاً، أي أن الشخص المكتئب يكون أكثر عرضة للندم. عندما يغضب الإنسان مما حدث له، فإنه يشعر بأنه يستحق العقاب، ويعتقد دون وعي أنه يعاقب نفسه بمشاعر الندم. وبالتالي فإن استمرار الإنسان في معاقبة نفسه وقسوتها سيجعله يقع فريسة اليأس والاكتئاب.
نصائح للتخلص من الندم
نصائح للتخلص من الندم
إن الشعور بالندم الزائد يجعل الإنسان يعلق في دوامة لا يستطيع الخروج منها، وهي حفرة عميقة وضيقة تشل الحياة الطبيعية الطبيعية. ولذلك لا بد من التخلص من التوبيخ لتجنب آثاره الضارة. وهذه مجموعة من النصائح التي تساعدك على التخلص من الندم والخروج منه.
اعترف بمشاعرك وتقبلها
هذه هي الخطوة الأولى نحو التحرر من المشاعر السلبية، فالتجاهل أو الإنكار لن يفيد، بل سيزيد من شدة شعورك مع مرور الوقت، ومن آثاره الضارة الاعتراف بشعور ما أمام نفسك الكتابة للتعبير عن مشاعرك على الورق. بدلاً من قمعهم في صدرك.
تحدثت مع صديق
تحدث إلى شخص تثق به، وقد يكون أحد أفراد العائلة أو صديقًا مقربًا. تحدثي معه عما حدث لك وعبري له عن مشاعرك تجاه تجربة أو موقف شعر فيه بالندم. مشاركة المشاعر السلبية تقلل من حدة هذه المشاعر وتخفف التوتر والضغط الناتج عن كبته.
التصالح مع النفس والغفران
لديك الحق في ارتكاب الأخطاء. تقبل صفاتك الإنسانية، والله غفور رحيم، وصحح أخطائك إذا أخطأت في حق الآخرين، والتزم بإصلاح أي أذى سببته.
تخلص من الشعور بالذنب من خلال مراقبة الأفكار
في كل مرة تجد نفسك غارقًا في الذنب والتوبيخ، اسأل نفسك: ماذا سأستفيد من التمسك بهذا الشعور إذا واصلت لوم نفسي. ارتكاب الخطأ لا يعني أنك شخص سيء؟ كل الناس معرضون للخطأ.
تذكر أنك لست مثاليًا، أنت مجرد إنسان. أنت تعمل بجد وتتعلم.
ادعم نفسك
اسأل نفسك ماذا ستقول لصديقك المقرب لو حدث له نفس الموقف؟ أخبر نفسك بذلك، كن داعمًا لها وصديقًا لها بدلًا من أن تكون عدوها اللدود. يمكنك الاعتماد على التأكيدات الإيجابية، فهي طريقة مفيدة لمنح نفسك الدعم. فمثلاً يمكنك أن تقول لنفسك: أنا إنسان محترم لا أخطئ.
ماذا تفعل إذا كان شخص ما يلومك كثيرًا؟
إذا كان هناك أشخاص من حولك يجعلونك تشعر دائمًا بالتوبيخ بدون سبب أو بدون سبب، فهذه رسالة لك أن تتوقف عن توبيخ نفسك من الداخل ولا تسمح لهم بالاستمرار في ذلك، وتعلم أنهم في الواقع يعانون من ذلك. هذا. يشعرون بالداخل أيضًا لأنهم لا يتحملون مسؤولية مهامهم. وفي هذه الحالة عليك أن تتأكد من نفسك وتعرف ما هي مسؤولياتك وما إذا كنت قد قمت بها أم لا. لا تستمع إلى التوبيخ والديون الملقاة عليك بكل شفافية وصدق دون مبالغة.
الأسئلة الأكثر شيوعا حول التخلص من اللوم
ما الفرق بين الندم والشعور بالذنب؟
نشعر بالندم عندما نعود ونراجع ما فعلناه ونجد أنه كان من الأفضل القيام بذلك بشكل مختلف.
هل التخلص من الندم يفقدنا ضميرنا؟
لا، لقد ذكرنا هنا ضرورة التخلص من الشعور الزائد بالذنب الذي يسبب العديد من الاضطرابات والإصابات. لكن الندم المعتدل مفيد ومطلوب.
ما هي عقدة الذنب؟
هو الشعور الدائم بالذنب عندما تفعل شيئًا خاطئًا أو تظن أنك ستفعل شيئًا خاطئًا، وقد يكون هذا الفعل قد حدث بالفعل أو فقط في خيال الشخص وأفكاره. ويرتبط بمشاعر الخجل واحترام الذات وقلة احترام الذات.
وتعرفنا على أهم الأمور المتعلقة بالتوبيخ وأسبابه وأضراره والتخلص منه. الضمير في الاعتدال هو ما يحتاجه الإنسان في حياته. وليس هناك مبالغة أو مبالغة في هذا الشعور، ولا غيابه، مما يخلق إنساناً عدوانياً عنيفاً لا يضع حدوداً للآخرين والقيم الأخلاقية. إذا كنت عالقًا في الشعور بالذنب والندم، فاستخدم النصائح المذكورة في هذه المقالة للتخلص من الندم والتحرر من الشعور بالذنب.